الثورات مات ملكها القديم وهو الوطن .. وعاش الناتو الملك الجديد..وعاش الاحتلال ..
ونضجت الخيانة الجماهيرية الواسعة في الربيع العربي وتألق فيها الاسلاميون ايما تألق في تونس وليبيا ومصر وسورية .. وقادت القيادات الاسلامية جماهيرها غرائزيا الى حالة تبرير الخيانة ومباركتها طالما أنها توصل الى حكم الخلافة .. فصار قصف ليبيا لتحريرها حضارة وحرية ..والاعتراض عليها هو خيانة لدم الشهداء .. وقبّل الثورجيون السوريون أحذية العالم ولعقوا الأقدام وباعوا نساءهم في المعسكرات ووزعوا صور أبنائهم المشردين والاذلاء من أجل تسول الفصل السابع ..
فيما رقص الجميع في حفل زفاف اسرائيل على الثورات العربية وصارت اسرائيل عروسا جميلة طالما أنها ستساعد في الوصول الى الحرية في بناء الدولة الاسلامية وتملأ الدنيا مساجد وتملؤها بمسلمين ليس لهم عقول المسلمين ولاقلوب المسلمين بل روبوتات تسير الى الصلاة والفتن .. بل عقول دخلها الطاعون وشربت من انفلونزا الخيانة ..
لقد ظهر ثوب آخر خلعته الثورات على الخيانة على أنها مبررة لأن (من يقتل شعبه خائن) وهذا يبرر الخيانة العظمى لانقاذ الشعب من (الخائن) .. وتم الزج بعبارة (التحالف مع الشيطان مبرر) وكان هذا الشيطان الودود هو اسرائيل .. وبالتالي تسابق الجميع الى الخيانة لأنها صارت حسا غرائزيا لدى الجمهور الثوري ..الحواضن الثورية خرجت الى حالة من اللاوعي الجمعي والخيانة الجماعية .. ومارست غواية الخيانة .. ورذيلة الخيانة .. وبغاء الخيانة..